سؤالٌ لا ينبغي أن يكون الصمتُ جوابه ، فأفعالنا مبنيةٌ على الدوافعِ النفسية ، والقناعاتِ الذاتية ، واحتياجتنا الفطرية ..
فنحن نأكلُ لأننا نجوع ..
ونشربُ لأننا نظمأ ..
ونلبسُ لأننا نعرى ..
ونتفسُ لأننا نختنق ..
فلماذا أقرأ ؟
أقرأُ
لأن القراءةَ عمرٌ ثان ، وثالثٌ ، ورابعٌ ، وعاشرٌ .. وكما قال فيلسوفنا العقاد ( أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا ، وحياة واحدة لا تكفيني ، ولا تحرك كل ما في ضميري من بواعث الحركة . والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة في مدى عمر الانسان الواحد ، لأنها تزيد هذه الحياة من ناحية العمق ، وإن كانت لا تطيلها بمقادير الحساب ).
أقرأُ
لأن القراءةَ تغذي روحي كما يغذي الطعام جسدي ، وأنا بالروح لا بالجسم إنسانُ .
فأنا أقرأُ لأكونَ إنساناً يدرك سيرَ عجلة الحضارات ، ويتفاعل مع تناغمات الكون ونواميس العلم .
أقرأُ
حتى لا أكون بهيمةً في مسلاخ بشر، أو ميتاً في صورة الأحياء .
أقرأُ
لأن القراءةَ هي التي حررتني من ( المضي في أي طريق ) و ( الرضا بأي حياة ) و ( القبول بأي اختيار ) .
أقرأُ
كي لا أكون عبداً للخرافات ، أو أسيراً للجهالات ، أو تابعاً للتفاهات .
فالقراءةُ هي ( الحرية ) في زمن ( العبودية الفكرية ) .
وهي الفضاءُ الرحب في زمن ( السجون المعرفية ) .
أقرأُ
لكي أصقل خبرتي ، وأطوّر مهارتي فنحن في زمنٍ ( من لم يتطوّر فيه يتدهور ) و ( من لم يتقدّم يتقادم ) و( من لم يتجدّد يتبدّد )
وكما أنّ الألماسَ لا يلمعُ دون احتكاك ، فكذلك الإنسان لن يتعلم دون تجارب تحدث له أو لغيره .
وقد سطّر العقلاء عصارة تجاربهم ودونوا خلاصة أفكارهم في الكتب فمن وعاها فقد أضافَ عقولهم إلى عقله ، واكتسب تجاربهم مع تجاربه .
اقرأُ
لأرقى ، وأطالعُ الكتب لعلي أبلغ الأسباب ، أسبابِ التقدم والمجد فأطلعُ إلى أسرار النجاح وإني لأظنه سهلاً ميسوراً على من يقرأ .
أقرأُ
كي أستمتع بحياتي ، وأطرب في أوقاتي ، وأسعدُ دون لِدَاتي .
فأنا أسعدُ عندما أكون منفرداً مختلياً بكتابٍ كالحسناء تألقاً ، وكالغيد فتنةً فأبادرُ لفضّ أبكار معارفه ، وأتلذذُ بلعق رُضاب فوائده .
عندما أكونُ بمفردي ياسادة = أحتاجُ أن أقرأ
وعندما أكونُ مع الناس = أحتاج من يقرأ علي :)
وقبلَ ذلك وبعده
أقرأُ لأنّ أولَ كلمةٍ نزلتْ في دستورنا العظيم وكتابنا القويم هي ( إقرأ ) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق