404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة
  • العودة الى الصفحة الرئيسية
  • الأربعاء، 30 أغسطس 2017

    من مرحلة لماذا أقرأ ؟ إلى ماذا أقرأ ؟

    القراءة عالمٌ جميلُ واسع ، ولكلٍ منا أسبابُه التي تدفعهُ لدخولِ هذا العالم . أما أنا فكان دافعي الوحيد هو زيادة المخزون الأدبي عندي حتى أتمكن من الكتابة بشكل أفضل ، وهذه هي النصيحة التي قدمها لي الكثيرين فأخذت بالنصيحة وبدأت .
     
     
    غرتني العناوين البراقة والأغلفة الملونة الكُتب الرائجة وربما الكتب الأكثر مبيعاً ، واتبعت ما أسميه اليوم الكتاب الموضة . نعم هُناك موضة في الكُتب أيضاً  ، هذا الكتاب الذي يُصبح فجأة في يد الكثير من "المُستثقفين" وربما يأخذون صورة معهُ في مقهى لتبدو الصورة غاية في الثقافة ، نعم فعلتُ هذا أيضاً .

    تلك الكُتب التي تتصدر نتيجة ما أنعتهُ بخراب الذوق العام ، لقد وقعتُ فريسة مثل هذه الكُتب في البداية ، لكني سريعاً ما تحررت منها وانطلقت بعيداً بعيداً عنها لأجد نفسي أغوصُ في بحرٍ لا قرار له من روائع الكُتب وأجملها التي كان الكثير منها بعيداَ عن الأضواء إلا -طبعاً- في وسط المثقفين الحقيقيين وأهل الكُتب والمتمرسين في القراءة مُنذ زمن بعيد .
     
    وبعد فترة ليست ببعيدة أصبح لدي القدرة البسيطة على التميز بين الكُتب والحُكم عليها ببعض المعايير الخاصة ، وأصبح هناك من يسألني لأُرشح له كتاب مثلا ، فأصبحت هوايتي الجديدة هي البحث عن كتابٍ جيد والتعريف به وحَث الناس على قراءته وإبعادهم عن المصيدة التي وقعت فيها في البداية -التي أظُنها أضَاعت علي الكثير من الوقت حتى أصل لمعنى القراءة الحقيقي- ومن ثم أسست نادي للقراءة نناقش فيه الكُتب التي أختارها بعناية فائقة .

    ثم استخدمت بعض مواقع التواصل الاجتماعي لطرح مراجعات للكتب التي أقرئها ، وبهذا انتقلت من مرحلة لماذا أقرأ ؟ إلى مرحلة ماذا أقرأ ؟ وهي المرحلة التي يعنيني أن يصل إليها القارئ .

    يُقال " لتصبح ذكياً تحتاج لقراءة عشر كُتب فقط لكن للعثور على تلك العشرة فأنت بحاجة لقراءة آلاف الكُتب" وهذا هو باختصار ما تكتشفه عند دخولك هذا العالم السرمدي .

    ويقول هاري موراكامي" إذا كنت تقرأ الكتب التي يقرأها الجميع فستفكر فقط كما يُفكر الجميع" و يقول ديستويفسكي " تعلم واقرأ الكُتب الهامة والقيّمة ودع الحياة تتكفل بالباقي".

    وكما قُلت في البداية إن دافعي في القراءة لم يكُن نادي القراءة أو حساب "السنابشات" المُخصص للمراجعات ، إنما كانت الكتابة الجيدة إلا أنني لم أكتب منذ عامٍ كامل حيث قرأت فيه أكثر من ثلاثين كتاباً .

    وفي الحقيقة لم أعد أعرف إذا ما زلت أريد الكتابة ، ولكنني أعرف بل وعلى يقين أن كل شيء يحدث بسبب  لسبب ، وأن دخولي لعالم القراءة لم يكُن صدفةً وإنما لأكون على ما أنا عليه اليوم ، وأعرف أيضاً أنني أستمتع بما أقوم به الآن حد السعادة التي أتمناها للجميع .

    المصدر : مريم الحاج حسن .

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    جميع الحقوق محفوظة لـ موقع أمة إقرأ تقرأ
    تصميم : عالم المدون